آخر الأحداث والمستجدات
محكمة الاستئناف بمكناس تقضي بالمؤبد في حق متهم قتل زوجته ووليدته بزرهون
طوت الغرفة الجنائية الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمكناس، أخيرا، بعد المداولة، صفحات الملف الجنائي رقم 3/14، وأدانت المتهم (ك.ب) بالسجن المؤبد، بعد مؤاخذته من أجل جنايتي القتل العمد، وقتل وليد، وبأدائه لفائدة المطالبين بالحق المدني تعويضا إجماليا قدره 120 ألف درهم. في حين قضت الغرفة عينها بعدم مؤاخذة شقيقه (ع.ب) من أجل جنحة عدم التبليغ عن وقوع جناية، وصرحت ببراءته منها، وبتحميل الخزينة العامة الصائر.
وتتلخص وقائع القضية استنادا إلى محضري الضابطة القضائية عددي 255 و330، المنجزين من قبل المركز القضائي للدرك الملكي بمكناس، أنه بتاريخ 17 مارس 2013 أشعرت المصلحة المذكورة بمقتل امرأة ووليدتها بأحد المنازل الواقعة بالجماعة القروية وليلي، التابعة لدائرة مولاي إدريس زرهون (عمالة مكناس)، ويتعلق الأمر بـ(ف.و- 21 عاما) وابنتها (م.ب)، من مواليد 6 فبراير 2011، اللتين وجدتا مذبوحتين من الوريد داخل غرفة النوم.
وبعد انتقالها إلى مسرح الجريمة، التي شهد فصولها الدرامية دوار الكيفان، عاينت عناصر الضابطة القضائية جثة الضحية الأولى ملقاة أرضا على بطنها فوق حصير بلاستيكي أزرق، وهي مضرجة في بقعة كبيرة من الدماء، حاملة كذلك خمسة جروح بسيطة في صدرها، فيما وجدت جثة الضحية الثانية فوق سرير وثوب أبيض اللون يغطي وجهها وبعضه بداخل فمها. وبالقرب من باب الغرفة عثر على سكين من الحجم الكبير طولها 36 سنتمترا ملطخة بالدماء.
وعند الاستماع إلى جميع الأطراف المعنية، أنكر المتهم (ك.ب)، المزداد سنة 1987 بوليلي، المنسوب إليه جملة وتفصيلا، مصرحا أنه صباح يوم الواقعة وكعادته تناول وجبة الفطور مع زوجته الهالكة (ف.و) وغادر المنزل حوالي الساعة الثامنة والنصف بغرض رعي ماشيته، وفي طريقه إلى المرعى التقى بجاره المسمى (خ.ز) وتوجها معا لرعي أغنامهما، قبل أن يعودا إلى الدوار حوالي الساعة الرابعة زوالا.
وأضاف أنه بعدما طرق باب منزله عدة مرات دون أن تجيبه زوجته عمد إلى تسلق الحائط وفتح الباب من الداخل وقام بإدخال ماشيته، قبل أن يتوجه إلى غرفة النوم ليجد زوجته منبطحة على بطنها وعند الاقتراب منها عاين بقعة من الدم تحت رأسها ، فأصابه الفزع وهرول مسرعا لإخبار أفراد أسرته، وعند عودته إلى منزله رفقة والده وشقيقه اكتشف أن زوجته ووليدته ذبحتا بواسطة سكين كبيرة الحجم في ملكه ولا يستعملها إلا في نحر أضحية العيد، نافيا أن يكون هو من قام بتصفيتهما أو علمه بالفاعل أو حتى شكه في أحد، مؤكدا عدم سرقة أي شيء من المنزل. وعن علاقته بزوجته، أجاب الظنين أنها كانت جيدة ولم يقع بينهما أي شجار.
ومن جهته، صرح (خ.ز) أنه التقى بالمتهم حوالي التاسعة صباحا وتوجها لرعي أغنامهما وبقيا معا إلى أن عادا إلى الدوار في الرابعة عصرا بسبب تهاطل الأمطار، مفيدا أنه بعدما طرق المتهم باب منزله دون أن يجيبه أحد تسلق الحائط ودخل المنزل. وأضاف أنه طيلة النهار لم يلاحظ أي شيء على المعني بالأمر باستثناء شرود تفكيره بعض الشيء.
وأفاد الجار (ح.س) أنه حوالي الساعة الرابعة بعد الزوال كان موجودا بمنزله عندما بلغ إلى علمه خبر وقوع المذبحة، مضيفا أنه توجه إلى مسرح الجريمة رفقة والد المتهم (ر.ب) ليعاينا جثتي الضحيتين، قبل أن يحضر الأخير الذي كان هادئا ولا يظهر عليه أي ارتباك أو فزع. أما الجارة (ف.ر) فصرحت أنها لم تسمع طيلة النهار أي صراخ منبعث من مسرح الجريمة.
ومن جانبه، صرح المتهم الثاني (ع.ب) أنه توجه بعد صلاة الفجر لبيع الفحم الخشبي بمولاي إدريس زرهون رفقة صديقه (أ.ع)، وبعد عودته إلى المنزل حوالي الساعة الخامسة تناهى إلى علمه العثور على زوجة شقيقه ووليدته مذبوحتين داخل غرفة النوم، موضحا أنه حينما ذهب إلى هناك قام بتغيير ملابس شقيقه لأنها كانت مبتلة بالمطر. وصرح والدا الهالكة أن المتهم كان يعرض الأخيرة للضرب، إذ أفادت والدتها أن ابنتها هي من كانت تخبرها بواقعة الاعتداء عليها من طرف زوجها.
الكاتب : | خليل المنوني |
المصدر : | جريدة الصباح |
التاريخ : | 2014-11-05 16:13:09 |